مقدمة
يجب النظر إلى التخطيط على أنه جزء أو عنصر من العناصر الهامة الداخلة في تركيب أي قرار اجتماعي، إذ إن كل وحدة اجتماعية سواء كانت عائلة، أو جماعة، أو منظمة، أو حكومة تمارس نشاطاً تخطيطياً طالما انخرط أعضاؤها في صنع قرارات، أو تطوير سياسات؛ بهدف تغيير ذاتها، أو البيئة من حولها. إذاً التخطيط نشاط يتم في كل وقت.
وقد اختلفت الآراء حول تعريف التخطيط إلا أنه يمكن تعريفه " بأنه نشاط اجتماعي أو منظمي درس بعناية بالغة؛ للوصول إلى مجموعة من الأهداف المرغوب فيها بقصد التغلب على مشكلات قائمة، وذلك في إطار فني محدد الجوانب، والأبعاد، ويقترن ذلك بتخصيص الموارد اللازمة ببذل كل ما يمكن بذله؛ للوصول إلى الأهداف الموضوعة مسبقاً "، ويتضح من ذلك أن التخطيط ليس نشاطاً فردياً خالصاً، وإن كان من المؤكد أن التخطيط يتم من قبل الأفراد إلا أنه نشاط يعتمد عليه؛ ليؤثر في تصرفات جماعات متعددة، ومنظمات، ومؤسسات قومية، كما أن التخطيط ليس نشاطاً يتعلق بالحاضر فهو نشاط يتعلق بالتصرفات المستقبلية. وهو عادة ما يتم استناداً إلى التنبؤ، وليس التخطيط مجرد تخيل لوضع مرغوب فيه في المستقبل دون أن نملك القوة والوسائل لتنفيذه بل لا بد أن تشتمل مراحله على الالتزام بالتنفيذ وتهيئة القوة اللازمة لذلك.
مهما تعددت وجهات النظر حوله فإن التخطيط يستند إلى أربعة مكونات أساسية: أولها عامل الدراسة، وثانيها الهدف، وثالثها القيام بالتنبؤ، ورابعها تحديد الفترة الزمنية المرسومة.
ولأن التخطيط نشاط يتعلق بالتصرفات المستقبلية فهو يحدد مدى رؤيتنا لهذا المستقبل وكيفيته، بمعنى هل ننظر إلى المستقبل لكي نتنبأ به، ونتكيف معه أم ننظر إلى المستقبل لكي نبنيه ونشكله بأنفسنا؟ حيث إن وجهة النظر الأولى تعكس الرغبة في النظر إلى المستقبل والتخطيط له سواء كان تخطيطاً طويل الأجل أو قصير الأجل، والتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل، وما قد يطرأ على الظروف المؤثرة على المنظمة من متغيرات، وذلك لكي تقوم المنظمة بالتكيف والتواؤم مع هذه المتغيرات.
أما وجهة النظر الثانية فتعكس الرغبة في التنبؤ بأهداف المنظمة في تحديد دورها في المجتمع، وفي رؤية طبيعة علاقاتها بجميع الأطراف المتعاملة معها، وبناء على ذلك يتم تحديد التحركات اللازمة الملائمة، وذلك للوصول إلى الاستراتيجية المثلى.
وبذلك يمكن القول بأن المستقبل يأخذ أحد شكلين: الأول المستقبل القريب الذى نسايره ونتكيف معه، وهو ما يواجهه التخطيط، والثاني المستقبل البعيد الذي نبنيه ونشكله بأنفسنا، ويحدث من خلال التنبؤ برسالة المنظمة وأهدافها وهو ما يعبر عنه التخطيط الاستراتيجي، وعليه فإن كان التخطيط هو التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية المؤثرة على المنظمة، وتحديد ما يجب عمله للتكيف مع هذه الاتجاهات، فإن التخطيط الاستراتيجي يأخذ بعداً أكثر عمقاً، حيث إنه يمتد إلى اختراق حجب المستقبل، والغوص في عمق المستقبل بتحديد شكل المنظمة، وإذا كان التخطيط يعني تحديد حجم النشاط في المستقبل، فإن تغيير نوعية هذا النشاط وشكله هو ما يعنى به التخطيط الاستراتيجي.
أهداف الحقيبة التدريبية
- توضيح مفهوم التخطيط الإداري.
- بيان أهمية التخطيط لمجالات التطبيق الإداري.
- معرفة أهداف التخطيط.
- مواجهة العقبات والقيود التي تواجه عملية التخطيط.
- بيان مزايا التخطيط.
- معرفة أبعاد التخطيط ومستوياته.
- معرفة مراحل التخطيط.
- توضيح مفهوم التخطيط المستقبلي.
- معرفة مطالب التخطيط المستقبلي.
- استخدام السيناريو في التخطيط المستقبلي.
- اتباع المنهج العلمي لحل المشكلات.
- توضيح مفهوم التنظيم الإداري.
تم ارسال تعليقك بنجاح. وسيتم ظهوره فور موافقة ادارة الموقع
0 تعليق
تم ارسال تعليقك بنجاح. وسيتم ظهوره فور موافقة ادارة الموقع