مقدمة

لو تفحصنا الاتصال الكتابي في بيئة الأعمال الحديثة لوجدناه يتطلب مزيجاً متميزاً من القدرات التي قد تبدو للوهلة الأولى غير ذات صلة، ولكن في الواقع اجتماعها وتوظيفها بشكل متكامل ضروري لتحقيق فعالية الاتصال الكتابي. فهذه القدرات تشمل مهارات فكرية كالقدرة على التحليل، والتخطيط، والتنظيم، والتوجهات، وقيم احترافية كالصدق والأمانة، والموضوعية، ومراعاة التفاصيل، ومهارات سلوكية كالتواصل، وفهم الآخرين، ومهارات لغوية كالإلمام بقواعد اللغة المستخدمة في الاتصال، وامتلاك قاعدة غنية من المفردات، والقدرة على التعبير الموجز المحكم، ومهارات متوسطة إلى متقدمة في استخدام تطبيقات تقنية المعلومات، هذا بالإضافة إلى قدرات أساسية هامة في مجال البحث، وجمع المعلومات.

وتعتبر قدرات الاتصال الكتابي من المتطلبات الوظيفية التي يشترك في طلبها بدرجة أو بأخرى جميع المؤسسات في القطاعين العام والخاص، لذا تم تعريفها ضمن منظومة القدرات الأساسية التي تستهدفها برامج التأهيل الوظيفي. وتستهدف جميع الأفراد الذين يستوجب عملهم تعلم مهارات الاتصال الكتابي سواء كانوا في بداية حياتهم العملية أو في سبيلهم للترقي، وتنمية مهاراتهم الوظيفية.

وهذه المادة تخص مقرر "الاتصال الكتابي في مجال الأعمال" الذي يركز على تنمية قدرة الطلبة على مباشرة الكتابة بأسلوب منهجي في إطار المفاهيم الأساسية للاتصال الإنساني، ومن خلال فهم المبادئ والقواعد العامة لإعداد المستندات في مجال الأعمال، والقواعد الخاصة بكل من الأنواع الرئيسة للمستندات. هذا آخذاً في الاعتبار أن القدرات الأخرى المطلوبة للاتصال الكتابي الفعال-التي تم الإشارة إليها أعلاه- يتم استهدافها من خلال مقررات أخرى.

ويتكون المؤلف من ثمانية فصول؛ الفصل الأول: الإطار العام للاتصال الكتابي، يهدف لمساعدة الطلبة على إدراك مفهوم الاتصال الكتابي من منظور النموذج العام للاتصال الإنساني، وتَعَلُّم إرشادات أساسية يعم استخدامها على جميع أنواع الكتابة وأغراضها في مجال الأعمال، وتَعَلُّم منهجية محددة لإعداد المستندات-على اختلاف أنواعها- تُعَوِّد الطلبة على مباشرة عملية الكتابة بطريقة منظمة وعملية.

أما الفصول من الثاني وحتى التاسع فتتناول وسائل الاتصال الكتابي الشائعة كلاً على حدة، وذلك بتبيان استخداماتها والإرشادات الخاصة بإعدادها، ويتم ذلك بناء على ما تعلمه الطلبة في الفصل الأول من منهجية عامة لإعداد المستندات؛ وذلك لتعزيز فهمهم لهذه المنهجية، وتعويدهم على استخدامها.

وتحتوي المادة على أمثلة توضيحية، وتمارين تدعم فهم الطلبة للمفاهيم المطروحة، ويعزز هذه التمارين التطبيقات والورش العملية التي تنفذ داخل الفصل.

وبنهاية دراسة هذا الكتاب سيتمكن المتدرب من استخدام كافة وسائل الاتصال الكتابي في مجال الأعمال، أي أنه سيكون قادراً على كتابة كافة أنواع الرسائل، والمذكرات الداخلية، واستخدام البريد الإلكتروني كوسيلة للاتصال السريع وبشكل فعال. أيضاً، سيتمكن المتدرب من معرفة كيفية إرسال البرقيات، والفاكسات، وكيفية التحضير للاجتماعات، وعمل محاضرها والجداول الخاصة بها، بالإضافة إلى كيفية كتابة التقارير وملخصاتها، والمقترحات البيعية بأنواعها.