مقدمة

تتسارع عملية التغيير في حياتنا المعاصرة كمثل الأمواج الهائجة، فالبعض تصدى لهذه الأمواج فكان ضحية لها، والبعض استطاع أن يركب الموجة، ويستفيد من قوة الموج فأصبح مستفيداً من التغيير.

لم تعد هناك فترة للاستقرار لأخذ الراحة، واسترداد النفس، ومن هذا المنطلق علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع هذه المتغيرات ونطوعها لخدمتنا.

ولا بد أنك تعرضت للتغيير، سواء كان من قريب أو من بعيد، في منزلك أو عملك، أو ربما في ذاتك، فأنت تتعرض للتغيير شئت أم أبيت، وليست المشكلة في حدوث التغييرات إنما المشكلة تكمن في كيفية الاستجابة والتعامل مع هذه التغيرات، وهذا ما يعرف بمهارات التفوق في التعامل مع التغيير، وهذا يتطلب بطبيعة الحال الحرص على تطوير ذاتك ومن معك من العاملين؛ حرصاً على امتلاك أدوات فاعلة للتعامل مع التطور والتغير المستمر في جميع مجالات الحياة.

ولا شك أن التطور المستمر الذي تواجهه المنظمات في المملكة العربية السعودية، ولاسيما التربوية منها هو أسرع من قدرة أجهزتها على مواجهة الظروف المحيطة بها، فنحن نعيش في عالم ثورة المعرفة والمعلومات والذي أفرز بدوره عدة مشاكل منها النفسية، والتكنولوجية، والاقتصادية، والاجتماعية، الأمر الذي يتطلب التعامل مع هذه المشاكل بإيجاد حلول سريعة وبدرجة عالية من المرونة.

فإذا كانت التنمية بمختلف جوانبها الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تعد هدفاً ذا أولوية تسعى مختلف الدول لتحقيقها، فان مجال التطوير الإداري يعد واحداً من أهم الوسائل التي تمكن من تحقيق ذلك الهدف، نظـراً لكونه الركيزة الأساسية التي ينبغي أن تقوم عليـها خطط التنـمية الإداريـة بشكل خاص، والتي تعزز بدورها نجاح الجهود التنمـوية في مختلف المجالات الأخرى سواء الاقتصادية منها أو الاجتـماعية أو غيـرها من المجالات وإدارتها بكفاءة وفعالية.

ومن البديهي أن المحرك الرئيس للتطوير الإداري هو المكون البشري (المصادر البشرية) لأي منظمة، مما يعني ضرورة العمل على تطوير جميع العناصر البشرية العاملة في المنظمة، إضافة إلى ذلك فإن على المنظمة هماً آخر وهو الحرص على تطوير العاملين وتنميتهم كونهم المخرج الرئيس، وكون عملية التنمية والتطوير هي جوهر العمل.