مقدمة

تلعب الثقافة التنظيمية دوراً هاماً وحيوياً في أداء المنظمات، وذلك عن طريق التأثير في طبيعة المناخ التنظيمي الذي ينعكس على سلوك العاملين فيها، ويظهر بالتالي مدى استعداد العاملين لبذل جهود كبيرة لصالح المنظمة، وامتلاك الرغبة القوية في البقاء فيها، والقبول بالقيم والأهداف الرئيسة للمنظمة.

والثقافة التنظيمية هي عبارة عن "منظومة من القيم والتقاليد والقواعد التي يشترك فيها أعضاء التنظيم"، حيث إن لكل منظمة أعمال ثقافة خاصة تعبر عن شخصيتها، والثقافة التنظيمية لا توجد من فراغ، وإنما تظهر أولاً في أفراد التنظيم، ولأن الأفراد هم بالدرجة الأولى جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي الذي تتواجد فيه المنظمة، لذلك فإن هؤلاء الأفراد يجلبون معهم قيمهم، وتقاليدهم، وعاداتهم التي تساهم في التأثير بالثقافة التنظيمية، كما وتؤثر في الطرق التي يعمل هؤلاء الأفراد بها الأشياء.

ولأن أحد أسباب نجاح المنظمة يعتمد على الثقافة التنظيمية التي توفر القدرة على التكيف مع المتغيرات التي تحدث في البيئتين الداخلية والخارجية للمنظمة، وترفع من قدرة العاملين وكفاءتهم فيها على الاستجابة لحاجات المراجعين والمشتركين في الخدمات التي تقدمها المنظمة ونيل رضاهم، ولأن نشاط العاملين وكفاءتهم في تقديم تلك الخدمات يزداد بازدياد مستوى الالتزام التنظيمي للعاملين في المنظمة، فإن من المهم التركيز على القيم اللازمة الفردية والجماعية، وتوجيهها بما يتناسب مع جودة الأداء الذي تنشده المنظمة اعتماداً على الأهداف المنشودة، وبالتالي تحسين أداء المنظمة، ومساعدتها في الاستمرار في القيام بدورها الاجتماعي وتأدية رسالتها الوطنية.

يطرح مايك فريدمان في كتابه: "فن ومنهج القيادة الاستراتيجية" السؤال الجوهري الآتي: