تشكل عملية وضع الشخص
المناسب في المكان المناسب من أهم المشكلات التي تواجه المنظمات، لذلك ينبغي أن
يكون هناك أسس فعالة لاختيار القادة بناءا على تخطيط مدروس ومقنن، كما ينبغي أن
يكون هناك معايير دقيقة مبنية على الكفاءة والجدارة في اختيار القادة بعيدا عن الاعتبارات
الشخصية والاعتماد على أهل المعرفة في الإدارة. وتعتبر عملية الاختيار للقادة من
أهم أنشطة إدارة الموارد البشرية لأنها تهدف إلى توفير أفضل القادة من ذوي
الكفاءات والمؤهلات الممتازة لقيادة الموارد البشرية بفاعلية وكفاءة.
تعود أهمية عملية الاختيار
للقادة في المنظمات إلى منع أو التقليل من توظيف الشخص الخطأ (الغير مناسب) والذي
سيكلف المنظمة الكثير جدا. فبالإضافة إلى تكلفته على المنظمة من حيث الراتب
والبدلات فهناك تكلفة قد تكون أضعاف ذلك بسبب الخسائر الناتجة عن القرارات الخاطئة
التي يقوم بها الشخص المعين. وقد تصل إلى خسارة المنظمة لتحقيق أهدافها بالإضافة
إلى خسائر أخرى قد تلحق بالمنظمة. (Rothwel, 2004).
النقطة المهمة هي أن يتم
الأخذ بعين الاعتبار للمعايير المحددة عند اختيار القادة ليتم التعرف على مدى
قدرتهم على التنبؤ والتخطيط، والقدرة على التوجيه والرقابة، والسؤال هنا من الذى
سيحدد ذلك؟ هل هو دليل خبراته وقدراته السابقة؟ أم البرامج التدريبية التي أنجزها
بالفعل؟ أم شهادة العاملين من المنظمة التي يتبعها؟ أم تزكية القيادات العليا
الذين عمل معهم؟ لا شك أن كافة هذه المؤشرات ينبغي أن يضعها متخذي القرار باختيار
القادة بعين الاعتبار.
والمهم معرفة أن إدارة
وتخطيط التعاقب الوظيفي تهدف إلى عدد ضخم من العناصر التي تساهم في أفضل تطبيق
لنظام إدارة و تخطيط التعاقب الوظيفي وتعتبر العناصر التالية الأساسية: Karaelvi 2003.
Holinsworth 2004, Berke 2005, and CedarCrestone 2008
1. التركيز على تنمية المواهب بدلا من بعض الأفراد الأساسيين.
2. امتداد البرنامج ليتضمن جميع مستويات الإدارة و ما بعد.
3. بناء الكفاءات وعمليات التقييم الموضوعية.
4. التفاعل مع أنظمة الموارد البشرية الأخرى كتنمية القيادة
و قرارات الترقية.
5. التفاعل مع ردود فعل الموظفين كالتعلم منها و وضعها ضمن الأهداف.
إن عدم الاعتماد على
أسس الكفاءة كمعيار للاختيار سيؤدي إلى تقهقر العمل وتخلف مقومات بناء المجتمع
العادل، إضافة الى العوامل السلبية التي سيضيفها هذا الاختيار السلبي إلى مستقبل
العمل فتثقل عجلته وتؤخرها بسبب نقص الكفاءة والمهارة .
وعليه
فقد شهدت أنظمة الموارد البشرية تطورا بأنظمة الإدارة وتخطيط التعاقب الوظيفي من
مجرد برنامج اعتمادي لعمليات التخطيط الأدائي و المكافآت إلى منصة أساسية لجميع
نشاطات الموارد البشرية الاستراتيجية، حيث تتضمن إدارة وتخطيط التعاقب الوظيفي
استراتيجيات متعلقة بحياة الموظف لتكون فعالة إضافة إلى الترابط بين الاحتفاظ و
التعيين و الاداء و التنمية. حيث تبدو جميعها كإدارة الموهبة (مركز الجودة و
الانتاجية الامريكي، 2004 cited in Berke2005,) ، فالكفاءة
ليست شيئاً من السهل الحصول عليه ، فهي مزيج سحري من التعب والجهد والخبرة وزمن
طويل من المعايشة مع الأحداث ، كما أنها كم هائل من التجارب السلبية والإيجابية
التي جمعت صاحبها بالتعامل مع العديد من المشاكل والعديد ممن يصنعها ، أو أنها
المعرفة من خلال المواكبة لظروف العمل خطوة بخطوة حتى تحصل الخبرة المتراكمة نتيجة
ذلك وهذا ما يتطلب وقتاً لتحقيقه